مواضيع مماثلة
خدمــــــــات الميدان الملـــــــــــــكي
توقيت دول العالم مع الميدان الملكي |
|
العب سدوكو مع الميدان الملكي
برامج تهمك
.المواضيع الأكثر نشاطاً
المواضيع الأكثر شعبية
فؤاد حمودة - جاسوس الإسكندرية الأكبر7
صفحة 1 من اصل 1
15112008
فؤاد حمودة - جاسوس الإسكندرية الأكبر7
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]خرجت من السفارة الإسرائيلية منهك القوى وكأنني كنت أحارب في معركة شرسة. كنت أبحث عن سريري لأرتمي عليه. وتوقعت أن أجد سيلفيا تنتظرني بالحجرة لكنها لم تكن موجودة. فاستغرقت في نوم طويل وأفقت في الصباح أنتظر اتصالاً من سيلفيا أو إبراهيم فلم يحدث.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]لقد طلب مني إبراهيم أن أظل بالفندق ولا أغادر بون حتى يتصل بي. . ومرت علي خمسة أيام طويلة دون أن يتصل بي أحد. وكلما طلبت هاوزن في كولون لا أجده. وفجأة طرق الباب أحد موظفي الفندق وأخبرني أنه موظف بالحسابات. . وبدماثة خلق أخبرني أنني مدين للفندق بمبلغ 1600 مارك ويجب الإسراع في السداد.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]ارتديت ملابسي وربكت سيارة الى السفارة الإسرائيلية. . ولكن موظفة الاستعلامات أتت من الداخل وبيده امظروف بداخله مائتا مارك وقالت إن إبراهيم في مهمة وسيعود خلال أيام.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وعدت الى الفندق لأحصي المبلغ كله الذي أملكه فوجدته يقل عن الخمسمائة مارك.. وقلت في نفسي . . لا بد أن أتصرف وأسدد الفندق وإلا فستقبض علي الشرطة. وتعجبت. . ذلك أن سيلفيا أكدت لي أنني لن أدفع حساب الفندق. فماذا حدث إذن؟ وأين سيلفيا هي الأخرى؟[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]استلقيت على سريري أفكر في هذا المأزق وفي آلاف الماركات والدولارات التي وعدت بها. . واضطربت لسوء موقفي بسبب قلة النقود معي. . لكني لازمت الفندق ولم أغادره انتظاراً لاتصال إبراهيم أو سيلفيا. وبعدما فقدت الأمل فيهما جاءتني مكالمة من السفارة الإسرائيلية تطلب مني أن أذهب إليها حالاً.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وهناك تعرفت على أبو علمون الذي اعتذر لسفر إبراهيم المفاجئ. . واصطحبني الى غرفة بها صفوف من المقاعد . . ولما أطفأ الأنوار وأدار آلة عرض شاهدت أنواعاً مختلفة من الدبابات والمدرعات والسيارات المجنزرة. وشرع أبو علمون في تلقيني كيفية التمييز بينها وعندما سألته لماذا؟ أجابني بأن هذا هو صميم عملي الذي سيكون في ميناء الاسكندرية وسألني بحزم:[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16] ألست مغامراً يبحث عن النقود ؟[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]أجبت في ذعر:
بلى .. ولكن . .[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]قاطعني بحسم:
نحن نريد أن نمنع الحرب بين مصر وإسرائيل. والشرق الأوسط الآن منطقة ملغومة وسوف ندفع لك مليون مارك – فوراً – إذا عرفنا بواسطتك أن مصر ستحارب.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16] وكيف سأعرف؟[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16] من السهل جداً أن تعرف ذلك . . فإن تدفق الأسلحة من الاتحاد السوفياتي الى مصر لدليل قوي على نية الحرب عند المصريين، كذلك حركة تنقلات وحدات الجيش المصري .. وما عليك إلا أن تكون عيناً لنا وأذناً. عيناً على ميناء الاسكندرية الذي يستقبل السفن المحملة بالأسلحة والمعدات .. وأذناً لنا نسمع بها ما يدور سراً في الجيش المصري. .[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]كان جسدي يرتعش وحل اضطراب شديد بأعضائي. . الآن .. الآن فقط عرفت مهمتي بالضبط.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]استغرق أبو علمون في الحديث الذي كان "يطعمه" بالإغراءات المادية. . وبالخير الذي سينصب فوق رأسي بتعاوني معهم . . ويتعمد أن يذكرني كل لحظة بظروفي المعيشية الصعبة .. وبأنني لست في محطة باص ولكن في سفارة إسرائيل.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]. . كانت نبرة التهديد واضحة ومخيفة تحمل خلفها الموت والدمار. . وتعقبها نبرة مغلفة بالوعود البراقة .. فحوصرت .. ورفعت الراية البيضاء في النهاية. . دون أن أحسب حساباً لمصير أسود ينتظرني . .فقد ملئت ثقة بأنني في مأمن كامل معهم.[/size][/font][/right]
[b][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif]العملاق الذي مات[/font][/b]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]أعاد أبو علمون تشغيل آلة العرض الـ 16 مليمتراً .. وأخذ يشرح لي الكثير عن الأسلحة المختلفة والمعدات العسكرية. . وبقيت طوال اليوم في السفارة الإسرائيلية أتدرب على تحديد أنواع المعدات وموديلاتها.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وعندما عدت الى الفندق – قامت "كاتيا" التي رافقتني من السفارة، بدفع المتأخرات وصعدت معي الى غرفتي وقالت لي أنها ستصاحبني الى سهرة خاصة ستعجبني.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]أبدلت ملابسي وخرجت معها تقود سيارتها وهي تغني أغنية لأم كلثوم فصرخت بها:
أنت فلسطينية؟[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]نظرت إلي ثم استمرت تردد مقاطع الأغنية وتخترق شوارع بون. . حتى وصلنا الى شارع تصطف على رصيفيه أشجار البونسيانا التي تغطيها الزهور الوردية البديعة وقالت كاتيا:
أنا مغربية من كازا بلانكا.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وأضافت قبلما نغادر السيارة:
ستقضي هنا سهرة العمر. .[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]دلفنا الى فيلا من طابقين بلا حراسة .. وعندما اجتزنا الحديقة سمعت ضحكات نسائية تدور وانفتح الباب عن رجال ونساء لا أعرفهم ولا يعرفونني .. لكن بعضهم أومأ تحية لكاتيا . . وبعد دقائق جاءتني زجاجات الخمور أنتقي منها ما أريد . . ودارت عجلة المجون وصاح البعض في اندهاش وهم يرون فتاة صغيرة شقراء .. لا تتعدى التاسعة عشرة .. ترقص وتخلع ملابسها قطعة . . وراء قطعة وكلما تخلصت من واحدة تزداد أصوات الهمهمات . . وظلت لدقائق عارية الصدر ترقص بورقة التوت الصغيرة ثم تخلصت منها أيضاً والآهات تعلو. وظهر شاب على البيست احتضن الفتاة العارية وأخذا يرقصان في خلاعة .. وتخلص الشاب أيضاً من ملابسه ومارس الجنس بحرية أمام الحضور.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]عدت الى حجرتي لأستعد للقاء المرتقب مع إبراهيم فأخبرتني كاتيا أنني سأنتقل الى إحدى الشقق لاستكمال الدورة المكثفة، وفي الشقة الجديدة على أطراف المدينة جاء إبراهيم. . وبدأ امتحانه لي بأن أطلعني على صور لبعض المعدات وطلب مني التمييز بينها. . ودربني على ذلك كثيراً، ثم أفاض في شرح كيفية اصطياد المعلومات العسكرية.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وفي شبه معسكر مغلق أقمت في الشقة مع كاتيا. معظم النهار في دورات تدريبية مكثفة. . أما الليل فهو ملك كاتيا نمضيه معاً في شرب الخمر وتعاطي الجنس وننام آخر الليل سكارى.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وبعد أسبوعين تقريباً كنت قد تعلمت الكثير، ودربت على كيفية الحصول على ما أريد من معلومات من العسكريين. وتعلمت الكتابة على الورق المشبع بالمواد الكيماوية وذلك بكتابة خطاب عادي. . ثم أستخدم الكربون المعد للكتابة السرية لأكتب الرسالة المطلوبة بين السطور . . ثم أمرر الرسالة على بخار براد الشاي لثلاث دقائق. . فتتلاشى آثار الضغط ويصبح شكلها كالرسالة العادية بعد وضعها بين صفحات كتاب كبيرة لعدة دقائق.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]كانت هذه هي طريقة الكتابة السرية التي دربت عليها وأجدتها عدة مرات. وهكذا أصبحت جاسوساً لإسرائيل دون أن أقاوم. . أو أسعى في محاولة لأن أقاوم. ولم أستطع أن أتراجع. فلقد أغرقوني بالنقود والخمر والنساء الفاتنات. . وأحاطوني بكل الإغراءات فسقطت ولم أفق.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]لكن بعد عدة أيام . . وفي أواخر سبتمبر 1970 . . حدثت كارثة زلزلتني . . إذ شاهدت في التليفزيون مشاهد عن مصر. وعندما دققت كثيراً – عرفت أن جمال عبدالناصر قد مات ..[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]صرخت دون وعي . . وجاءت كاتيا مسرعة من الحمام وأغلقت التليفزيون وعندما قفزتُ لأفتحه وأنا ألعنها حاولت منعي. فلم أشعر إلا ويدي تنهال ضرباً على وجهها. . وظللت أضربها وهي تصرخ . . ولما اشتد ضربي لها فتحت باب الشقة وخرجت هاربة من جنوني. . وبعد نصف الساعة فوجئت بإبراهيم أمامي . . يصوب مسدسه نحوي ومن خلفه كان هناك اثنان لا أعرفهما . . يحملان رشاشات "عوزي" الأوتوماتيكية. وكان الغضب يطفح على وجههم جميعاً . . وأدركت أنها لحظة النهاية .. !![/size][/font][/right]
[b][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif]كيف يصنع الجواسيس. . ؟[/font][/b]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]كنت منكفئاً على وجهي أبكي بصوت مرتفع . . تحاصرني انفعالات شتى وأنا أتخيل مدى حقارتي ووضاعتي . . وامتدت نحوي يد إبراهيم – ضابط المخابرات الإسرائيلي – في محاولة لتهدئتي . . فصرخت في وجهه أن يدعني وشأني. وانفجرت باكياً كأنما أبكي أبي. وملأني شعور غريب. . شعور بالضعف والانكسار والوحدة. واجتاحني إحساس بالضياع. وقال إبراهيم:
نحن نقدر أحزانك .. لقد كان ناصر عظيماً. .[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وأردف بفخر:
هناك اتصالات دولية لإرسال وفد إسرائيلي للتعزية. . إنه زعيم عربي لن تنجب مصر مثله .. لقد استشهد وهو يكافح لاحتواء أزمة الفلسطينيين في الأردن..[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]علا بكائي ولم أستطع كتمان موجات الشجن وسمعت إبراهيم يقول في التليفون:
أرسلوا "هيمبل" حالاً ومعه أدواته
. . . . . . . .
يفضل ذلك. وعلى وجه السرعة. إنها ستساعدنا كثيراً.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]دقائق وجاء الدكتور هيمبل. . نظر في وجهي سريعاً وهو يضع حقيبته على السرير. . وفتحها باهتمام وأخرج سماعته الطبية . .ولما اقترب مني دفعته بقوة فسقط على الأرض وحاولت الهرب من الحجرة. . لكن إبراهيم وحارسيه كانوا قد تمكنوا مني.. وأسرع هيمبل وملأ السرنجة بسائل أصفر .. وبينما كنت أصرخ وأحاول الإفلات كانوا يشلون حركتي .. وحقنني هيمبل في الوريد ورأيت بعدها خيالات أشباح تلف حولي . وعندما أفقت لمحت وجهها الجميل يبتسم. ويدها الرقيقة تداعب شعيرات صدري فلم أكن أتصور أنها هي بلحمها وشحمها وعندما نطقت باسمها صاحت وهي تحتضنني:[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16] حبيبي . . حبيبي . . !![/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]نظرت حولي فلم أجد سواها .. ورمقتها بنظرة عتاب فقبلتني قبلة سريعة ملأى بالحنان وقالت:
جئت لأجلك حالاً من إسرائيل . . ولن أتركك وحدك أبداً. .[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]احتوتني سيلفيا بحنانها . . ومهدت الطريق لأبو علمون الذي جاءني منتفخ الأوداج يبدو كديك شركسي. . وبعد أن جلس قليلاً ربت على كتفي وقال:
فؤاد . . بوفاة ناصر سنكون أكثر احتياجاً إليك. . فالأمور في مصر غير واضحة الآن. لقد كنا نعرف قدرات ناصر جيداً ولكن بمجيء آخر. . ستكون هناك شكوك في نياته . . وعلى ذلك فاحتمالات الحرب مع مصر قائمة. وعلينا أن نتعاون معاً لنحبط الصدام المسلح ونعمل على إفشاله.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وبعد انصراف أبو علمون جاء إبراهيم بخطوة الواثق وقال لي:
إنها فرصة العمر بالنسبة إليك .. ويجب أن تنتهزها وإلا ضاعت منك الى الأبد . . إنها لحظة رائعة يا فؤاد عندما نخبرك أنك حصلت على مليون مارك ألماني . . لا بد أن تتحرك فهناك من ينتظر هذه الفرصة التي منحناها لك.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وقبل أن ينصرف ناولني مظروفاً بداخله ألفا مارك.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]كانت سيلفيا – عملية الموساد – لا تكف عن ترديد حكايات عجيبة عن المخابرات الاسرائيلية تكاد تكون أساطير من نسج الخيال. وكيف تحمي الموساد رجالها وعملاءها في كل أرجاء المعمورة.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]ولم تمر سوى أربعة أيام وعاد إبراهيم ليكمل الدورة التدريبية.. وجرى تدريبي على استعمال الشفرة بالراديو . . وكان علي أن أستقبل إشارات معينة على إحدى الموجات فأقوم بمطابقتها على كتاب الشفرة. وسملني أيضاً جهاز راديو خاص وقمت بحل التمارين عدة مرات. . حتى تأكد نجاحي تماماً في استقبال الرسائل وترجمتها.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]بعد ذلك دربني على استعمال الميكروفيلم في تلقي المعلومات أو إرسالها. فضابط المخابرات يكتب أوامره على صفحة فولسكاب. . ثم يقوم بتصغيرها عدة مرات حتى تصل الى حجم رأس الدبوس. وعندما أتسلمها فوراً أقوم بتكبيرها الى حجمها الأصلي وقراءة الأوامر . . وإرسال المعلومات الى مكاتب وفروع الموساد في العواصم الاوروبية بذات الأسلوب.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وبعد عدة أيام لازمني خلالها إبراهيم معظم ساعات النهار استطاع أن يشرح لي أساليب التخفي والتمويه والهرب من المراقبة وإخفاء أدوات التجسس . . وكذلك طرق "جلب" المعلومات من المصادر العسكرية. . وتتبع حركة تنقلات وحدات الجيش. . وكان الأهم. . خاصة بعدما حصلت على دورة سابقة في التمييز بين أنواع الأسلحة والمعدات.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وبعد هذا النجاح المثير أعاد إبراهيم حكاية المليون مارك .. ثم وعدني بـ 50 ألف دولار أمريكي إذا أفشيت سر أي عميل للمخابرات المصرية داخل إسرائيل ويقبض عليه فعلاً. وعندما استفسرت عن هذا الأمر وقلت لإبراهيم:
كيف لي أن أعرف جواسيس مصر في إسرائيل؟[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]أجابني بثقة زائدة:
من خلال معارفك الذين لهم علاقات بأفراد من القوات المسلحة. . أو من ضباط الجيش أنفسهم . . فالمصري دائماً يتباهى بأنه يحمل معلومات خطيرة مما يعطي انطباعاً بأهميته.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]فقلت له على الفور:[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16] مستحيل أن تصل الدردشة العادية لدرجة البوح بأسرار كهذه.
سأقوم بتعليمك كيفية إدارة الحوار مع أشخاص مهمين . . وعليك أن تسعى لخلق صداقات جديدة مع أشخاص في مواقع حساسة للحصول منهم على معلومات. أية معلومات لا بد أن تكتبها لنا. وعليك أن تفهم جيداً أن هؤلاء الذين يشغلون مناصب مهمة لديهم اتصالات بآخرين في مواقع أهم. وأثناء جلسات اللهو والمرح. . "يفضفض" كل واحد بما لديه من معلومات وأسرار. . .وتصبح أدق المعلومات العسكرية مادة سهلة التداول، وعليك حينئذ أن تدير الحوار ببراعة .. كما سأعلمك استخلاص ما هو أكثر مما قيل.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وفي دورة أخيرة لإدارة حوار مع شخصية مهمة .. أخذ ابراهيم يعلمني كيف أثير الطرف الآخر وأجعله ينطق ويبوح بكل ما هو سر لديه.. وذلك بعدة طرق منها أن أذكر له معلومات خاطئة فيصححها لي . . وإذا كان ضابطاً في الجيش . . أتعمد تذكيره بهزيمة الجيش أمام حفنة من جنود إسرائيل .. فيندفع ثائراً ويقول ما عنده من أسرار الاستحكامات والتدريبات. . والأسلحة الحديثة التي وصلت ويتدربون عليها. . وأيضاً دور الخبراء السوفييت في إدارة بعض النواحي الفنية في الجيش المصري.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وفي النهاية – طمأنني ضابط المخابرات الإسرائيلي أنني أصبحت جاهزاً للعمل في مصر بما لدي من خبرة ودراية كبيرة بعد هذه الدورات التدريبية المكثفة. وأخبرني بأن راتبي الشهري ابتداء من الآن هو 300 دولار أمريكي عدا المبالغ الأخرى التي ستخصص لي بعد كل خطاب أرسله اليهم به معلومات مفيدة. وقال إبراهيم أن بإمكاني الحصول على ألف دولار شهرياً – بخلاف الراتب - .. وهذا يتوقف على أهمية المعلومات التي أرسلها لهم "مع العلم أن مرتب الموظف خريج الجامعة كان لا يزيد عن 18 جنيهاً". وطلب مني الاستعداد للعودة الى مصر.. وإيهام أهلي وأصحابي بأنني كنت أعمل في تجارة السيارات في ألمانيا .. حتى لا تثير النقود الكثيرة التي معي أية شبهة.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وقبل أن يتركني لقضاء عدة أيام مع سيلفيا قبل سفري الى مصر . . كنحني ألف مارك وأعدت سيلفيا رحلة ممتعة الى الجنوب الألماني حيث بحيرة كونستانس الواقعة على الحدود مع سويسرا والنمسا . . وأمضينا عدة أيام في "فريدر كسهافن" وتجولنا حتى وصلنا الى حيث انتهى نهر الدانوب الشهير ومروراً بمدينة فريبورج في الغابة السوداء.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وفي شتو تجارت نزلنا بفندق "برات" واشتريت بعض الهدايا .. وركبت الطائرة مودعاً سيلفيا الى روما ومن روما الى القاهرة.[/size][/font][/right]
[b][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif]نوسة . . التي أطلت[/font][/b]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]كان أفراد أسرتي في انتظاري والسعادة تملأ وجوههم وهم يرون أعداد الحقائب التي معي محملة بالهدايا.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وفي الإسكندرية كان أول ما خطر ببالي الاتصال بنوسة . . فذهبت سريعاً الى صديقي حاتم ورجوته أن يطلعني على أخبارها. . وعندما تبين لي أنه لا يعرف أكثر مما ذكره لي في رسالته قررت نسيانها.. والعمل فوراً فيما جئت من أجله[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]لقد طلب مني إبراهيم أن أظل بالفندق ولا أغادر بون حتى يتصل بي. . ومرت علي خمسة أيام طويلة دون أن يتصل بي أحد. وكلما طلبت هاوزن في كولون لا أجده. وفجأة طرق الباب أحد موظفي الفندق وأخبرني أنه موظف بالحسابات. . وبدماثة خلق أخبرني أنني مدين للفندق بمبلغ 1600 مارك ويجب الإسراع في السداد.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]ارتديت ملابسي وربكت سيارة الى السفارة الإسرائيلية. . ولكن موظفة الاستعلامات أتت من الداخل وبيده امظروف بداخله مائتا مارك وقالت إن إبراهيم في مهمة وسيعود خلال أيام.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وعدت الى الفندق لأحصي المبلغ كله الذي أملكه فوجدته يقل عن الخمسمائة مارك.. وقلت في نفسي . . لا بد أن أتصرف وأسدد الفندق وإلا فستقبض علي الشرطة. وتعجبت. . ذلك أن سيلفيا أكدت لي أنني لن أدفع حساب الفندق. فماذا حدث إذن؟ وأين سيلفيا هي الأخرى؟[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]استلقيت على سريري أفكر في هذا المأزق وفي آلاف الماركات والدولارات التي وعدت بها. . واضطربت لسوء موقفي بسبب قلة النقود معي. . لكني لازمت الفندق ولم أغادره انتظاراً لاتصال إبراهيم أو سيلفيا. وبعدما فقدت الأمل فيهما جاءتني مكالمة من السفارة الإسرائيلية تطلب مني أن أذهب إليها حالاً.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وهناك تعرفت على أبو علمون الذي اعتذر لسفر إبراهيم المفاجئ. . واصطحبني الى غرفة بها صفوف من المقاعد . . ولما أطفأ الأنوار وأدار آلة عرض شاهدت أنواعاً مختلفة من الدبابات والمدرعات والسيارات المجنزرة. وشرع أبو علمون في تلقيني كيفية التمييز بينها وعندما سألته لماذا؟ أجابني بأن هذا هو صميم عملي الذي سيكون في ميناء الاسكندرية وسألني بحزم:[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16] ألست مغامراً يبحث عن النقود ؟[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]أجبت في ذعر:
بلى .. ولكن . .[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]قاطعني بحسم:
نحن نريد أن نمنع الحرب بين مصر وإسرائيل. والشرق الأوسط الآن منطقة ملغومة وسوف ندفع لك مليون مارك – فوراً – إذا عرفنا بواسطتك أن مصر ستحارب.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16] وكيف سأعرف؟[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16] من السهل جداً أن تعرف ذلك . . فإن تدفق الأسلحة من الاتحاد السوفياتي الى مصر لدليل قوي على نية الحرب عند المصريين، كذلك حركة تنقلات وحدات الجيش المصري .. وما عليك إلا أن تكون عيناً لنا وأذناً. عيناً على ميناء الاسكندرية الذي يستقبل السفن المحملة بالأسلحة والمعدات .. وأذناً لنا نسمع بها ما يدور سراً في الجيش المصري. .[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]كان جسدي يرتعش وحل اضطراب شديد بأعضائي. . الآن .. الآن فقط عرفت مهمتي بالضبط.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]استغرق أبو علمون في الحديث الذي كان "يطعمه" بالإغراءات المادية. . وبالخير الذي سينصب فوق رأسي بتعاوني معهم . . ويتعمد أن يذكرني كل لحظة بظروفي المعيشية الصعبة .. وبأنني لست في محطة باص ولكن في سفارة إسرائيل.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]. . كانت نبرة التهديد واضحة ومخيفة تحمل خلفها الموت والدمار. . وتعقبها نبرة مغلفة بالوعود البراقة .. فحوصرت .. ورفعت الراية البيضاء في النهاية. . دون أن أحسب حساباً لمصير أسود ينتظرني . .فقد ملئت ثقة بأنني في مأمن كامل معهم.[/size][/font][/right]
[b][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif]العملاق الذي مات[/font][/b]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]أعاد أبو علمون تشغيل آلة العرض الـ 16 مليمتراً .. وأخذ يشرح لي الكثير عن الأسلحة المختلفة والمعدات العسكرية. . وبقيت طوال اليوم في السفارة الإسرائيلية أتدرب على تحديد أنواع المعدات وموديلاتها.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وعندما عدت الى الفندق – قامت "كاتيا" التي رافقتني من السفارة، بدفع المتأخرات وصعدت معي الى غرفتي وقالت لي أنها ستصاحبني الى سهرة خاصة ستعجبني.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]أبدلت ملابسي وخرجت معها تقود سيارتها وهي تغني أغنية لأم كلثوم فصرخت بها:
أنت فلسطينية؟[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]نظرت إلي ثم استمرت تردد مقاطع الأغنية وتخترق شوارع بون. . حتى وصلنا الى شارع تصطف على رصيفيه أشجار البونسيانا التي تغطيها الزهور الوردية البديعة وقالت كاتيا:
أنا مغربية من كازا بلانكا.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وأضافت قبلما نغادر السيارة:
ستقضي هنا سهرة العمر. .[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]دلفنا الى فيلا من طابقين بلا حراسة .. وعندما اجتزنا الحديقة سمعت ضحكات نسائية تدور وانفتح الباب عن رجال ونساء لا أعرفهم ولا يعرفونني .. لكن بعضهم أومأ تحية لكاتيا . . وبعد دقائق جاءتني زجاجات الخمور أنتقي منها ما أريد . . ودارت عجلة المجون وصاح البعض في اندهاش وهم يرون فتاة صغيرة شقراء .. لا تتعدى التاسعة عشرة .. ترقص وتخلع ملابسها قطعة . . وراء قطعة وكلما تخلصت من واحدة تزداد أصوات الهمهمات . . وظلت لدقائق عارية الصدر ترقص بورقة التوت الصغيرة ثم تخلصت منها أيضاً والآهات تعلو. وظهر شاب على البيست احتضن الفتاة العارية وأخذا يرقصان في خلاعة .. وتخلص الشاب أيضاً من ملابسه ومارس الجنس بحرية أمام الحضور.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]عدت الى حجرتي لأستعد للقاء المرتقب مع إبراهيم فأخبرتني كاتيا أنني سأنتقل الى إحدى الشقق لاستكمال الدورة المكثفة، وفي الشقة الجديدة على أطراف المدينة جاء إبراهيم. . وبدأ امتحانه لي بأن أطلعني على صور لبعض المعدات وطلب مني التمييز بينها. . ودربني على ذلك كثيراً، ثم أفاض في شرح كيفية اصطياد المعلومات العسكرية.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وفي شبه معسكر مغلق أقمت في الشقة مع كاتيا. معظم النهار في دورات تدريبية مكثفة. . أما الليل فهو ملك كاتيا نمضيه معاً في شرب الخمر وتعاطي الجنس وننام آخر الليل سكارى.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وبعد أسبوعين تقريباً كنت قد تعلمت الكثير، ودربت على كيفية الحصول على ما أريد من معلومات من العسكريين. وتعلمت الكتابة على الورق المشبع بالمواد الكيماوية وذلك بكتابة خطاب عادي. . ثم أستخدم الكربون المعد للكتابة السرية لأكتب الرسالة المطلوبة بين السطور . . ثم أمرر الرسالة على بخار براد الشاي لثلاث دقائق. . فتتلاشى آثار الضغط ويصبح شكلها كالرسالة العادية بعد وضعها بين صفحات كتاب كبيرة لعدة دقائق.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]كانت هذه هي طريقة الكتابة السرية التي دربت عليها وأجدتها عدة مرات. وهكذا أصبحت جاسوساً لإسرائيل دون أن أقاوم. . أو أسعى في محاولة لأن أقاوم. ولم أستطع أن أتراجع. فلقد أغرقوني بالنقود والخمر والنساء الفاتنات. . وأحاطوني بكل الإغراءات فسقطت ولم أفق.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]لكن بعد عدة أيام . . وفي أواخر سبتمبر 1970 . . حدثت كارثة زلزلتني . . إذ شاهدت في التليفزيون مشاهد عن مصر. وعندما دققت كثيراً – عرفت أن جمال عبدالناصر قد مات ..[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]صرخت دون وعي . . وجاءت كاتيا مسرعة من الحمام وأغلقت التليفزيون وعندما قفزتُ لأفتحه وأنا ألعنها حاولت منعي. فلم أشعر إلا ويدي تنهال ضرباً على وجهها. . وظللت أضربها وهي تصرخ . . ولما اشتد ضربي لها فتحت باب الشقة وخرجت هاربة من جنوني. . وبعد نصف الساعة فوجئت بإبراهيم أمامي . . يصوب مسدسه نحوي ومن خلفه كان هناك اثنان لا أعرفهما . . يحملان رشاشات "عوزي" الأوتوماتيكية. وكان الغضب يطفح على وجههم جميعاً . . وأدركت أنها لحظة النهاية .. !![/size][/font][/right]
[b][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif]كيف يصنع الجواسيس. . ؟[/font][/b]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]كنت منكفئاً على وجهي أبكي بصوت مرتفع . . تحاصرني انفعالات شتى وأنا أتخيل مدى حقارتي ووضاعتي . . وامتدت نحوي يد إبراهيم – ضابط المخابرات الإسرائيلي – في محاولة لتهدئتي . . فصرخت في وجهه أن يدعني وشأني. وانفجرت باكياً كأنما أبكي أبي. وملأني شعور غريب. . شعور بالضعف والانكسار والوحدة. واجتاحني إحساس بالضياع. وقال إبراهيم:
نحن نقدر أحزانك .. لقد كان ناصر عظيماً. .[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وأردف بفخر:
هناك اتصالات دولية لإرسال وفد إسرائيلي للتعزية. . إنه زعيم عربي لن تنجب مصر مثله .. لقد استشهد وهو يكافح لاحتواء أزمة الفلسطينيين في الأردن..[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]علا بكائي ولم أستطع كتمان موجات الشجن وسمعت إبراهيم يقول في التليفون:
أرسلوا "هيمبل" حالاً ومعه أدواته
. . . . . . . .
يفضل ذلك. وعلى وجه السرعة. إنها ستساعدنا كثيراً.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]دقائق وجاء الدكتور هيمبل. . نظر في وجهي سريعاً وهو يضع حقيبته على السرير. . وفتحها باهتمام وأخرج سماعته الطبية . .ولما اقترب مني دفعته بقوة فسقط على الأرض وحاولت الهرب من الحجرة. . لكن إبراهيم وحارسيه كانوا قد تمكنوا مني.. وأسرع هيمبل وملأ السرنجة بسائل أصفر .. وبينما كنت أصرخ وأحاول الإفلات كانوا يشلون حركتي .. وحقنني هيمبل في الوريد ورأيت بعدها خيالات أشباح تلف حولي . وعندما أفقت لمحت وجهها الجميل يبتسم. ويدها الرقيقة تداعب شعيرات صدري فلم أكن أتصور أنها هي بلحمها وشحمها وعندما نطقت باسمها صاحت وهي تحتضنني:[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16] حبيبي . . حبيبي . . !![/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]نظرت حولي فلم أجد سواها .. ورمقتها بنظرة عتاب فقبلتني قبلة سريعة ملأى بالحنان وقالت:
جئت لأجلك حالاً من إسرائيل . . ولن أتركك وحدك أبداً. .[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]احتوتني سيلفيا بحنانها . . ومهدت الطريق لأبو علمون الذي جاءني منتفخ الأوداج يبدو كديك شركسي. . وبعد أن جلس قليلاً ربت على كتفي وقال:
فؤاد . . بوفاة ناصر سنكون أكثر احتياجاً إليك. . فالأمور في مصر غير واضحة الآن. لقد كنا نعرف قدرات ناصر جيداً ولكن بمجيء آخر. . ستكون هناك شكوك في نياته . . وعلى ذلك فاحتمالات الحرب مع مصر قائمة. وعلينا أن نتعاون معاً لنحبط الصدام المسلح ونعمل على إفشاله.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وبعد انصراف أبو علمون جاء إبراهيم بخطوة الواثق وقال لي:
إنها فرصة العمر بالنسبة إليك .. ويجب أن تنتهزها وإلا ضاعت منك الى الأبد . . إنها لحظة رائعة يا فؤاد عندما نخبرك أنك حصلت على مليون مارك ألماني . . لا بد أن تتحرك فهناك من ينتظر هذه الفرصة التي منحناها لك.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وقبل أن ينصرف ناولني مظروفاً بداخله ألفا مارك.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]كانت سيلفيا – عملية الموساد – لا تكف عن ترديد حكايات عجيبة عن المخابرات الاسرائيلية تكاد تكون أساطير من نسج الخيال. وكيف تحمي الموساد رجالها وعملاءها في كل أرجاء المعمورة.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]ولم تمر سوى أربعة أيام وعاد إبراهيم ليكمل الدورة التدريبية.. وجرى تدريبي على استعمال الشفرة بالراديو . . وكان علي أن أستقبل إشارات معينة على إحدى الموجات فأقوم بمطابقتها على كتاب الشفرة. وسملني أيضاً جهاز راديو خاص وقمت بحل التمارين عدة مرات. . حتى تأكد نجاحي تماماً في استقبال الرسائل وترجمتها.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]بعد ذلك دربني على استعمال الميكروفيلم في تلقي المعلومات أو إرسالها. فضابط المخابرات يكتب أوامره على صفحة فولسكاب. . ثم يقوم بتصغيرها عدة مرات حتى تصل الى حجم رأس الدبوس. وعندما أتسلمها فوراً أقوم بتكبيرها الى حجمها الأصلي وقراءة الأوامر . . وإرسال المعلومات الى مكاتب وفروع الموساد في العواصم الاوروبية بذات الأسلوب.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وبعد عدة أيام لازمني خلالها إبراهيم معظم ساعات النهار استطاع أن يشرح لي أساليب التخفي والتمويه والهرب من المراقبة وإخفاء أدوات التجسس . . وكذلك طرق "جلب" المعلومات من المصادر العسكرية. . وتتبع حركة تنقلات وحدات الجيش. . وكان الأهم. . خاصة بعدما حصلت على دورة سابقة في التمييز بين أنواع الأسلحة والمعدات.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وبعد هذا النجاح المثير أعاد إبراهيم حكاية المليون مارك .. ثم وعدني بـ 50 ألف دولار أمريكي إذا أفشيت سر أي عميل للمخابرات المصرية داخل إسرائيل ويقبض عليه فعلاً. وعندما استفسرت عن هذا الأمر وقلت لإبراهيم:
كيف لي أن أعرف جواسيس مصر في إسرائيل؟[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]أجابني بثقة زائدة:
من خلال معارفك الذين لهم علاقات بأفراد من القوات المسلحة. . أو من ضباط الجيش أنفسهم . . فالمصري دائماً يتباهى بأنه يحمل معلومات خطيرة مما يعطي انطباعاً بأهميته.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]فقلت له على الفور:[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16] مستحيل أن تصل الدردشة العادية لدرجة البوح بأسرار كهذه.
سأقوم بتعليمك كيفية إدارة الحوار مع أشخاص مهمين . . وعليك أن تسعى لخلق صداقات جديدة مع أشخاص في مواقع حساسة للحصول منهم على معلومات. أية معلومات لا بد أن تكتبها لنا. وعليك أن تفهم جيداً أن هؤلاء الذين يشغلون مناصب مهمة لديهم اتصالات بآخرين في مواقع أهم. وأثناء جلسات اللهو والمرح. . "يفضفض" كل واحد بما لديه من معلومات وأسرار. . .وتصبح أدق المعلومات العسكرية مادة سهلة التداول، وعليك حينئذ أن تدير الحوار ببراعة .. كما سأعلمك استخلاص ما هو أكثر مما قيل.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وفي دورة أخيرة لإدارة حوار مع شخصية مهمة .. أخذ ابراهيم يعلمني كيف أثير الطرف الآخر وأجعله ينطق ويبوح بكل ما هو سر لديه.. وذلك بعدة طرق منها أن أذكر له معلومات خاطئة فيصححها لي . . وإذا كان ضابطاً في الجيش . . أتعمد تذكيره بهزيمة الجيش أمام حفنة من جنود إسرائيل .. فيندفع ثائراً ويقول ما عنده من أسرار الاستحكامات والتدريبات. . والأسلحة الحديثة التي وصلت ويتدربون عليها. . وأيضاً دور الخبراء السوفييت في إدارة بعض النواحي الفنية في الجيش المصري.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وفي النهاية – طمأنني ضابط المخابرات الإسرائيلي أنني أصبحت جاهزاً للعمل في مصر بما لدي من خبرة ودراية كبيرة بعد هذه الدورات التدريبية المكثفة. وأخبرني بأن راتبي الشهري ابتداء من الآن هو 300 دولار أمريكي عدا المبالغ الأخرى التي ستخصص لي بعد كل خطاب أرسله اليهم به معلومات مفيدة. وقال إبراهيم أن بإمكاني الحصول على ألف دولار شهرياً – بخلاف الراتب - .. وهذا يتوقف على أهمية المعلومات التي أرسلها لهم "مع العلم أن مرتب الموظف خريج الجامعة كان لا يزيد عن 18 جنيهاً". وطلب مني الاستعداد للعودة الى مصر.. وإيهام أهلي وأصحابي بأنني كنت أعمل في تجارة السيارات في ألمانيا .. حتى لا تثير النقود الكثيرة التي معي أية شبهة.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وقبل أن يتركني لقضاء عدة أيام مع سيلفيا قبل سفري الى مصر . . كنحني ألف مارك وأعدت سيلفيا رحلة ممتعة الى الجنوب الألماني حيث بحيرة كونستانس الواقعة على الحدود مع سويسرا والنمسا . . وأمضينا عدة أيام في "فريدر كسهافن" وتجولنا حتى وصلنا الى حيث انتهى نهر الدانوب الشهير ومروراً بمدينة فريبورج في الغابة السوداء.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وفي شتو تجارت نزلنا بفندق "برات" واشتريت بعض الهدايا .. وركبت الطائرة مودعاً سيلفيا الى روما ومن روما الى القاهرة.[/size][/font][/right]
[b][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif]نوسة . . التي أطلت[/font][/b]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]كان أفراد أسرتي في انتظاري والسعادة تملأ وجوههم وهم يرون أعداد الحقائب التي معي محملة بالهدايا.[/size][/font][/right]
[right][font:bced=tahoma,arial,helvetica,sans-serif][size=16]وفي الإسكندرية كان أول ما خطر ببالي الاتصال بنوسة . . فذهبت سريعاً الى صديقي حاتم ورجوته أن يطلعني على أخبارها. . وعندما تبين لي أنه لا يعرف أكثر مما ذكره لي في رسالته قررت نسيانها.. والعمل فوراً فيما جئت من أجله[/size][/font][/right]
ezzyasmine- لواء
-
عـــدد المساهمــــــات : 930
مواضيع مماثلة
» فؤاد حمودة - جاسوس الإسكندرية الأكبر1
» فؤاد حمودة - جاسوس الإسكندرية الأكبر3
» فؤاد حمودة - جاسوس الإسكندرية الأكبر5
» فؤاد حمودة - جاسوس الإسكندرية الأكبر3
» فؤاد حمودة - جاسوس الإسكندرية الأكبر5
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى