أثـر المواعظ ..

[right][color:3264=white]قد[/color][color:3264=white] يعرض عند سماع المواعظ للسامع يقظة، فإذا انفصل عن مجلس الذكر عادت القسوة والغفلة![/color]
[color:3264=white]فتدَبرتُ السبب في ذلك فعرفته[/color][color:3264=white]. [/color]
[color:3264=white]ثم رأيت الناس[/color]
[color:3264=white]يتفاوتون في ذلك فالحالة العامة أن القلب لا يكون على صفة[/color] [color:3264=white]واحدة من اليقظة عند سماع[/color]
[color:3264=white]الموعظة وبعدها لسببين[/color]
[color:3264=white]أحدهما: أن المواعظ[/color]
[color:3264=white]كالسياط، والسياط لا تؤلم بعد[/color] [color:3264=white]انقضائها إيلامها وقت وقوعها. والثاني:[/color]
[color:3264=white]أن حالة سماع المواعظ يكون الإنسان[/color] [color:3264=white]فيها مزاح العلة، قد تخلى بجسمه[/color]
[color:3264=white]فكره عن أسباب الدنيا وأنصتَ بحضور قلبه،[/color] [color:3264=white]فإذا عاد إلى الشواغل اجتذبته[/color]
[color:3264=white]بآفاتها. وكيف يصح مع تلك الجواذب أن يبقى[/color] [color:3264=white]كما كان ؟[/color][color:3264=white]!. [/color]
[color:3264=white]وهذه حالة تعم[/color]
[color:3264=white]الخلق، إلا أن أرباب اليقظة[/color] [color:3264=white]يتفاوتون في بقاء الأثر. فمنهم[/color]
[color:3264=white]من يعزم بلا تردد يمضي من غير التفات، فلو[/color] [color:3264=white]توقف بهم ركب الطبع لضجوُّا كما[/color]
[color:3264=white]قال حنظلة عن نفسه: نافق حنظلة! [/color][color:3264=white]"[/color]
[color:3264=white]صاحبٌ[/color] [color:3264=white]لرسول الله، شكا إليه بهذه[/color]
[color:3264=white]الكلمة أنه بعد تركه مجلس الرسول يكون أقلّ[/color] [color:3264=white]صفاءً وأشغل نفساً[/color][color:3264=white]" .. [/color]
[color:3264=white]ومنهم أقوام يميل[/color]
[color:3264=white]بهم الطبع إلى الغفلة أحياناً،[/color] [color:3264=white]ويدعوهم ما تقدمَ من المواعظ إلى[/color]
[color:3264=white]العمل أحياناً، فهم كالسنبلة تميلها[/color] [color:3264=white]الرياح[/color][color:3264=white]! [/color]
[color:3264=white]وأقوام لايؤثر فيهم[/color]
[color:3264=white]إلا بمقدار سماعه، كماءٍ درجتَه على صفوان[/color][color:3264=white] ...!! [/color][/right]