تكاليف الزواج الباهظه

[size=21]لقد جاء الإسلام بكل ما يكفل للناس استقرار حياتهم ، جاء بما ينظم و يهيء الحياة الهانئة ، ففي تعاليمه و أحكامه و آدابه تجتمع خصال الخير كلها ، و تنتفي خصال الشر كلها . و إن من الأمور التي جاء بها الإسلام الحث على الزواج لما في ذلك من المصالح الكثيرة.

فإن من سنة الله تعالى في خلقه أن جعل المرأة سكنا للرجل [color:beae=red]{ و من آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون }[/color] ، وصفت المرأة بالسكن لأن السكن مأوى يأوي إليه صاحبه فيجد فيه الطمأنينة و الدعة ، و عليه فالمرأة سكن للرجل في جميع شؤونه ، سكن حسي و معنوي ، سكن يغض بصره ، و يحصن فرجه ، سكن ينشر شمله و يبقي اسمه و رسمه.

[b]قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى :[/b] [color:beae=red]" ثم من تمام رحمته ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم و جعل بينهم مودة و هي المحبة ، و رحمة و هي الرأفة ، فإن الرجل يمسك المرأة ، إما لمحبته لها ، أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد أو محتاجة إليه في الإنفاق ، أو للألفة بينهما و غير ذلك "[/color] انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
[/size][color:beae=blue]
[size=21]لقد تكاثرت النصوص الشرعية في الحث على الزواج ، بل و الأمر به و من تلك النصوص:[/size][/color]

[size=21]قوله تعالى : [color:beae=red]{ فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى و ثلاث و رباع ...}[/color] ، و قوله صلى الله عليه و سلم : [color:beae=red]" يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر و أحصن للفرج و من لم يستطع فعليه بالصوم " [/color].

[color:beae=blue]ولما كان الأمر كذلك كان على المسلم أن يحرص على المبادرة إلى ذلك الأمر الذي فيه مصالح كثيرة منها:[/color]

طاعة ربه تعالى و الاقتداء بنبيه صلى الله عليه و سلم ، و كذلك غض بصره و تحصين فرجه ، و بقاء ذكره و ذريته ، إضافة إلى جريان الأجر عليه بسبب صلاح ولده و دعائه له.

و مع هذا الترغيب الشرعي و تلك المصالح الكثيرة إلا أنه يوجد في البيوت كثير من الذكور و الإناث لم يحظوا بذلك الخير و المصالح الكثيرة.

[color:beae=blue]و هؤلاء في الجملة على أقسام كثيرة: [/color]

قسم منهم حبسهم نوع من العذر كمرض و ما شابهه ، و منهم من حبسه عدم القدرة المالية ، و هؤلاء و أولئك ينتظرون زوال عذرهم ليلحقوا بذلك الركب ، و يدركوا من الفضائل و المصالح ما أدرك غيرهم . و قسم آخر عزف عن الزواج متذرعا بمشاغله من الدراسة أو عمل ، و هذا على خلل ، بل و قد يأثم كثيرا إذا كان ممن تتوق نفسه إليه مع قدرته عليه و خشيته على نفسه ، و النصوص في ذلك دالة على وجوب الأمر بالزواج لمن كان هذا شأنه . و قسم آخر تأخر عن أمر زواجه راغما لا راغبا ، و مضطرا لا مختارا ، و ذلك لعدم قدرته على تكاليف الزواج الباهضة التي تفرضها بعض العادات أو الأقاليم أو الأجناس ، و هذا الأمر يبوء بإثمه أولئك الأولياء الذين وقفوا عثرة في طريقه و طريق أمثاله ، أولئك الأولياء الذين جعلوا من بناتهم سلعا تجارية يساومون عليها ، فمن دفع أكثر كان إلى حوزها أقرب ، فبؤسا لأولئك الأولياء الذين راعوا جيوبهم و شهواتهم و لم يراعوا مسؤوليتهم و براءة ذمتهم.

إن غلاء المهور من قواصم الظهور ، غلاء المهور كم أخرت من بناء بيوت ، تمكث الفتاة ردحا من الزمن تنتظر دورها لتنضم إلى ركب الزوجية ، فتصبح زوجة و أما لها كيان مستقل تشعر فيه بدورها و مسؤوليتها ، تتمنى تلك المسكينة أن تشعر بما يشعر به مثيلاتها في بيت الزوجية و الأمومة ، إلا أن تلك الظاهرة أعني غلاء المهور لا تعرف إلا و لا ذمة عند بعض الأولياء الذين يعدونها من مظاهر الفخر و القوامة ، و لا يقبلون في سبيل التنازل عنها صرفا و لا عدلا.

غلاء المهور كم تحمل بسببه من ديون ، بل كم تسبب في هدم بيوت بعد قيامها ، لما يولد في نفس الزوج من الشحناء على زوجته و آل زوجته ن يمكث أحدهم دهرا طويلا في سداد ديونه التي أثقلت كاهله ، حتى اضطر بعض الأزواج إلى مفارقة بلد والديه كرها ليأوي إلى سكن أقل كلفة ، ليوفر بعض المال في سبيل سداد دينه ، و آخر آلى على نفسه عدم زيارة أهل زوجته حتى يقضي ديونه التي تحملها بسببهم.

[color:beae=blue]فيا لله العجب:[/color]

أي بركة يجنيها الوالي لنفسه أو ابنته أو زوجها و قد جعل من زواجها هدما لا بناءا و تفرقا لا تجمعا ؟!

إن من بركة بناء بيت الزوجية كون الصداق يسيرا كما قال صلى الله عليه و سلم :[color:beae=red] " خير الصداق أيسره " [/color]. و عن أبي العجفاء السلمي قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول :[color:beae=red] " ألا لا تغالوا صدق النساء ، فإنه لو كان مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله عز و جل ، كان أولاكم به النبي صلى الله عليه و سلم " [/color].

و بكل حال فليتق الله تعالى أولئك الأولياء الذين جعلوا من مغالاة المهور عثرات في طريق بناتهم و أبناء المسلمين ، كل ذلك في سبيل الموافقة لعادات قبلية أو إقليمية يعز عليه التنازل عنها ، بل يرى في تركها نقصا في حقه و هضما لشخصه ، و هذا من الجهل المركب.

[b]قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :[/b] [color:beae=red]" فمن دعته نفسه إلى أن يزيد صداق ابنته على صداق بنات رسول الله صلى الله عليه و سلم اللواتي هن خير خلق الله في كل فضيلة ، و هن أفضل نساء العالمين في كل صفة فهو جاهل أحمق ، و كذلك صداق أمهات المؤمنين و هذا مع القدرة و اليسار ، فأما الفقير و نحوه فلا ينبغي له أن يصدق المرأة ما لا يقدر على وفائه من غير مشقة "[/color] ( مجموع الفتاوى : 32/194 ).

[b]قال ابن القيم رحمه الله تعالى [/b]بعد سياق بعض الأحاديث المتعلقة بالصداق : [color:beae=red]" ... و تضمن أن النغالاة في المهر مكروهة في النكاح ، و أنها من قلة بركته و عسره " [/color]( الزاد : 5 / 178 ).

[b]و قال بعض أهل العلم :[/b][color:beae=red] " الغلو في المهور إذا ترتبت عليه مضايقة الأكفاء و انصرافهم عن الزواج أو عجزهم عن دفع المهر ، و ترتب على ذلك بوار النساء و تعريض الشباب و الشابات للخنا و الفساد أو نقص النسل أو غير ذلك ، فإن الغلو يكون محرما بالإجماع "[/color] ( كتاب " مسائل تكثر الحاجة إليها " : ص 41 ).

[color:beae=blue]و مما ينبغي أن ينبه عليه في هذا المقام أمران اثنان:[/color]

[color:beae=blue]الأول :[/color] [b]ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى[/b] فقال : [color:beae=red]" و ما يفعله بعض أهل الجفاء و الخيلاء و الرياء من تكثير المهر للرياء و الفخر ، و هم لا يقصدون أخذه من الزوج ، و هو ينوي ألا يعطيهم إياه ، فهذا منكر قبيح مخالف للسنة خارج عن الشريعة "[/color] انتهى كلامه رحمه الله تعالى . ( مجموع الفتاوى : 32 / 193 – 194 ).

[color:beae=blue]و الأمر الثاني :[/color] هو أن بعض الأولياء يأخذ من الزوج مهرا مرتفعا ، و عند كتابة عقد النكاح يأمر العاقد أن يكتب عشر معشار ما أخذ من الزوج ، يزعم أن مسألة المهر لا تهمه و أن المهم هو ذات الزوج ، و هذا كمثل الذي يتشبع بما لم يعط ، و فيه مضرة على الزوج في حالة انفصاله عن الزوجة بالمخالعة إذ قد يجحد أهلها حقيقة صداقه ، و هناك أضرار أخرى كذلك ، و كان الأولى بالمسلم أن يكون صادقا في قوله و فعله سواءا كان ذلك له أم عليه.[/size]

[center] [img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[color:87c9=#ffa500]يقول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم(ايسرهن مهرا اكثرهن بركة)[/color]

[color:87c9=#ffa500]فلا يجوز ان نهتم بهذه التفاهات(المهور والشبكة وخلافه)ونهمل الاخلاق والقيم [/color]

[color:87c9=#ffa500]فلاسعادة الا فى زوج يتقى الله فى زوجته[/color]

[color:87c9=#ffa500]ان تكون هى غالية عنده باخلاقها وان يكون هو غال عندها بادبه وحسن تعامله معها[/color]

[color:87c9=#ffa500]لكن للاسف مااكثر الماسى فى زماننا مما نراه من تمادى الاباء فى محاولة بيع ابنته باعلى سعر[/color]

[color:87c9=#ffa500]ونسى وتناسى قول رسولنا الكريم(اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه[/color]

[color:87c9=#ffa500]وكان نتيجة مايفعلوه هو فرار الشباب من الزواج وزيادة نسبة العنوسه [/color]
[color:87c9=#ffa500]فحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن عسر امرا قد يسره الله[/color]

[color:87c9=red]جزاكى الله خيرا اختى همسة وجعله فى ميزان حسناتك[/color]
[color:87c9=red]فهذه مشكلة بل مرض من امراض العصر[/color]
[color:87c9=red]ولقد كتبت عنها سابقا ولكن بشكل اخر[/color]
[color:87c9=red]كل الشكر لكى[/color]
[color:87c9=red]حفظكى رب العالمين[/color][color:87c9=#ffa500][/center]
[/color]

[b]بجد موضوع جميل ومهم جدا ، تسلمي يا همسة علي الموضوع الرائع[/b]
[b]كل كلامك جميل جدا ويارب ييسر علي كل الشباب الزواج ، وزي ما قالت سندريلا [/b]
[b]ايسرهن مهرا اكثرهن بركة[/b]
[b]بس في الايام الحالية ناس كتير جدا بدأت تتبع تعاليم الدين ومبقتش تدقق في الحاجات الجامدة اوي ، وياريت كل الناس فكرها يتغير عن تكاليف الزواج العالية[/b]
[b]ونرجع لعصر الرسول والعصر الاسلامي اللي كان فيه يستطيع الزواج يزوجوه [/b]
[b]بجد تسلمي يا همسة علي الموضوع الاكثر من رائع[/b]
[b]دمتي مبدعة ودام ابداعك[/b]

شكرا ليكي نور وشكرا ليك اسو انا بجد بحاول اشارك بموضوع يهم الاعضاء ونحاول نتناقش فيه بس انا شايفة بجد الايام دي التكاليف عاليه قوي ع الولد والبنت وبتاثر ع حياتهم بعد كدة والموضوع دة بيزيد مع احترامي لرايك ياايسو مشكورة ليكم

جعله الله فى ميزان حسناتك ويارب الناس تعمل بيه

ننتظر منك المزيد اختى همسة والمزيد من ابداعاتك

[b]يا اميرة المنتدي لكل عضو حرية التعبير عن الرأي[/b]
[b]بس ياريت بقي مواضيع جامدة زي دي[/b]

شكرا ع الموضوع همسه
[img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]