مواضيع مماثلة
خدمــــــــات الميدان الملـــــــــــــكي
توقيت دول العالم مع الميدان الملكي |
|
العب سدوكو مع الميدان الملكي
برامج تهمك
.المواضيع الأكثر نشاطاً
المواضيع الأكثر شعبية
من اسرار القران الكريم
صفحة 1 من اصل 1
من اسرار القران الكريم
[color:9586=red][b][font:9586=arial (arabic)]من أسرار القرآن
بقلم:د. زغلـول النجـار[/font][/b]
[/color]
[table:9586 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" bgColor=#ffffec border=0][tr][td:9586 dir=rtl bgColor=#ffffec colSpan=5][b][right][font:9586=arial (arabic)][color:9586=red](303)الحمد لله الذي وهب لي علي الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء( إبراهيم:39)[/color][/font][/right]
[/b][/td][/tr][tr][td:9586 dir=rtl bgColor=#ffffec colSpan=5]<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=66 align=left border=0><tr><td align=middle>[color:9586=red][img(66px,83px)][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][right][font:9586=arial (arabic)][color:9586=red]هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في مطلع الربع الأخير من سورة إبراهيم, وهي سورة مكية, وآياتها ثنتان وخمسون(52) بعد البسملة, وقد سميت بهذا الاسم تكريما لنبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ ويدور المحور الرئيسي للسورة حول قضية العقيدة شأنها في ذلك شأن كل السور المكية.
وتبدأ سورة إبراهيم بالحروف الهجائية الثلاثة( الر), ثم توجه الخطاب إلي خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد ـ صلي الله عليه وسلم ـ مؤكدة ضرورة الوحي السماوي بالقرآن الكريم لهداية الخلق أجمعين بعد أن كانوا قد فقدوا الصلة تماما بربهم وأشركوا به مالم ينزل به سلطانا.
هذا, وقد سبق لنا استعراض سورة إبراهيم وما جاء فيها من ركائز العقيدة, والقصص القرآني, والإشارات العلمية, ونركز هنا علي ومضة الإعجاز التاريخي والعلمي في الآية رقم(39) من هذه السورة المباركة, والتي اتخذناها عنوانا لهذا المقال.
من أوجه الإعجاز التاريخي في الآية الكريمة:
عاش نبي الله إبراهيم في الألفية الثانية قبل الميلاد(1861 ــ1686 ق.م), وبعث خاتم الأنبياء والمرسلين في مطلع القرن السابع الميلادي(610 م), أي أنه مر بين هذين النبيين الصالحين من أنبياء الله ـ تعالي أكثر من ألفي عام(2296 سنة), ولم يكن العرب في زمن البعثة المحمدية الشريفة أمة تدوين وتوثيق وعلم, بل كانت أمة أمية في غالبيتها الساحقة, ولم يكن خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ ممن يحسنون القراءة والكتابة, بل كان نبيا أميا ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ وعلي الرغم من ذلك كله فقد أورد القرآن الكريم ذكر أبي الأنبياء إبراهيم ـ عليه السلام ـ تسعة وستين(69) مرة, في ثلاث وستين(63) آية قرآنية, وفي خمس وعشرين(25) سورة من سور القرآن الكريم.
والقصص يورد في كتاب الله ـ تعالي ـ من أجل العبرة والدرس, لا من قبيل السرد التاريخي, ولكنه يبقي من الناحية التاريخية حقا مطلقا لأنه بيان من الله الخالق الذي لا يخفي علي علمه شيء في الأرض ولا في السماء. ولذلك تعتبر هذه الإشارات التاريخية في القصص القرآني وجها من أوجه الإعجاز في كتاب الله يعرف باسم الإعجاز التاريخي.
ومن المواقف الكبري التي أوردها القرآن الكريم في سيرة أبي الأنبياء إبراهيم ـ عليه السلام ـ ما يلي:
(1) موقف التأمل في الكون في محاولة للتعرف علي الله ـ تعالي ـ من خلال إبداعه في خلقه, وذلك من قبل أن يأتيه الوحي.
(2) محاورة إبراهيم مع أبيه بعد نزول الوحي إليه.
(3) استنكار إبراهيم لعبادة قومه للأصنام.
(4) تحطيمه للأصنام وإنكاره لها استنكارا لعبادة قومه لها.
(5) حوار إبراهيم مع قومه بعد تحطيم أصنامهم.
(6) الحكم علي إبراهيم بالإحراق حيا وإنجاء الله ـ تعالي ـ له من ذلك وهو في وسط حفرة النيران.
(7) محاورة إبراهيم مع الملك الكافر وإلجامه الحجة.
(8) سؤال إبراهيم لربه ـ تعالي ـ أن يريه كيف يحيي الموتي, وتحقيق ذلك له.
(9) دعوة إبراهيم ربه أن يهبه الذرية الصالحة واستجابة الله ـ تعالي ـ له بميلاد إسماعيل.
(10) دعوة إبراهيم لمكة المكرمة التي أودع عند قواعد البيت فيها زوجه هاجر ورضيعها إسماعيل.
(11) الابتلاء الإلهي لإبراهيم برؤيا منامية رأي فيها أنه يذبح وحيده إسماعيل الذي رزقه علي الكبر, وبعد أن شب الابن وبلغ السعي مع أبيه, وتصديق إبراهيم ذلك لأن رؤي الأنبياء حق.
(12) زيارة وفد من الملائكة لنبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ وبشراه بميلاد إسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب, وإنباؤه بالقرار الإلهي بإهلاك قوم لوط.
(13) موقف زوجة إبراهيم من البشري بحملها من زوج شيخ وهي عجوز عاقر.
(14) معجزة ميلاد إسحاق من أب شيخ جاوز مائة وعشرين سنة من العمر) وأم عجوز عقيم( جاوزت التسعين).
(15) الأمر لكل من إبراهيم وإسماعيل ـ عليهما السلام برفع القواعد من البيت.
هذه المواقف التي يحوي كل منها درسا تربويا وعقديا مهما, وورودها بهذا التفصيل المعجز تربويا, وعقديا, وتاريخيا, وعلميا, مما يشهد للقرآن الكريم بأنه لا يمكن أن يكون صناعة بشرية, بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله, وحفظه بعهده الذي قطعه علي ذاته العلية, في نفس لغة وحيه( اللغة العربية) وحفظه حفظا كاملا علي مدي يزيد علي الأربعة عشر قرنا, وتعهد بهذا الحفظ تعهدا مطلقا حتي يبقي القرآن الكريم شاهدا علي الخلق أجمعين إلي ما شاء الله رب العالمين بأنه كلام الله الخالق, وشاهدا للنبي الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة.
ثانيا: من أوجه الإعجاز العلمي في الآية الكريمة:
من الواضح أن حمل امرأة عجوز عاقر عقيم جاوزت التسعين من العمر من زوج شيخ طاعن في السن جاوز المائة والعشرين سنة من العمر هو من المعجزات, والمعجزات بطبيعتها هي خوارق للسنن, وبالتالي لا تستطيع المعارف المكتسبة تفسيرها, ومن هنا كان علي المؤمنين قبول جميع المعجزات التي أجراها الله ـ تعالي ـ لأنبيائه ورسله شهادة لكل منهم بالنبوة, والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم أو في أحاديث سيد المرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ قبول التسليم انطلاقا من الإيمان بالوحي بالقرآن, وبصدق نبوة خاتم النبيين سيدنا محمد النبي العربي.
ولكن الدرس المقصود من ورود المعجزة التي تتحدث عنها الآية الكريمة التي اتخذناها عنوانا لهذا المقال هو التسليم بحقيقة أن الله ـ تعالي ـ قادر علي كل شئ, وأن قدرته لا تحدها حدود, ولا يقف أمامها عائق ولذلك قال ـ تعالي:
إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون*( يس:82)
فنبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ حرم في شبابه الذرية, حتي لا يقنط شاب حرم الذرية, ولكن إبراهيم كان مؤمنا إيمانا عميقا بأن الله ـ سبحانه وتعالي ـ الذي خلقه وخلق الكون من حوله قادر علي كل شيء, فألح علي الله بالدعاء ألا يذره فردا, وأن يمن عليه بالذرية الصالحة, فاستجاب الله القادر دعاءه ووهبه علي الكبر إسماعيل وإسحاق ولذلك جاء علي لسانه ما عبرت عنه الآية القرآنية الكريمة التي تقول:
الحمد لله الذي وهب لي علي الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء*
(إبراهيم:39).
وذلك لكي لا ييأس إنسان حرم من الذرية أن يطلبها من الله ـ تعالي ـ ويلح عليه بالدعاء لأن الدعاء هو العبادة وكان دعاء إبراهيم ـ عليه السلام:
رب هب لي من الصالحين*
(الصافات:100)
ومادامت الذرية هبة من الله ـ تعالي ـ فإن الواهب قادر علي أن يقدم هبته لمن يشاء, وقتما يشاء, وحيثما يشاء, وبالقدر الذي يشاء, دون أن يكون للقوانين المتعارف عليها أي دخل في هبة الوهاب ـ سبحانه وتعالي.
وإذا كان الله ـ تعالي ـ هو خالق كل شيء, وهو الذي بدأ خلق الإنسان من طين, وهو يخلق ما يشاء( سبحانه), ويعلم ما في الأرحام, وما تحمل كل أنثي, وما تغيض الأرحام وما تزداد, وهو ـ سبحانه وتعالي ـ الذي يصور الخلق في الأرحام كيف يشاء, ويسويها ويعدلها, وأنه ـ جلت قدرته ـ خلق كل البشر من زمن أبوينا آدم وحواء إلي اليوم, وإلي أن تقوم الساعة من نفس واحدة, وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء.
هذا الإله الخالق البارئ المصور, المبدئ, المحيي المميت( سبحانه) قادر علي إماتة الأحياء, وعلي بعثهم بعد موتهم, ولذلك فإنه لا يعجزه أن يعيد الخصوبة ـ إلي رحم قد عقم, وإلي عجوز قد طعنت في السن, وإلي شيخ هرم قد ضعفت كل قواه, ولذلك يمن ـ تعالي ـ علي عباده قائلا:
ألم نخلقكم من ماء مهين* فجعلناه في قرار مكين* إلي قدر معلوم*( المرسلات:20 ـ22).
ومن هنا جاءت قصة وهب الذرية لنبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ علي الكبر, ومن امرأته العجوز العقيم, درسا للبشرية كلها, بأن الذرية هبة من الله ـ تعالي ـ يهبها لمن يشاء من خلقه, وقتما يشاء, وبالقدر الذي يشاء, من هنا كان علي من ينعم بالذرية في شبابه أن يحمد الله ـ تعالي ـ علي نعمائه, وعلي من يحرم من الذرية في شبابه ألا ييأس من طلبها من الله ـ تعالي ـ في شيخوخته كما فعل كل من أنبياء الله إبراهيم وزكريا وأيوب( علي نبينا وعليهم وعلي أنبياء الله جميعا من الله السلام), فألحوا علي الله ـ تعالي ـ بالدعاء فوهب كلا منهم ذرية صالحة, وعلي من حرم من الذرية أن يرضي بقضاء الله وقدره وهو موقن بأن ذلك فيه الخير كل الخير, وهنا تتضح ومضة الإعجاز العلمي والعقدي والتاريخي في وهب الله ـ تعالي ـ الذرية لعبده ونبيه إبراهيم ـ عليه السلام ـ في سن طاعنة وزوجة عجوز عقيم, والله قادر علي كل شيء وهو علي كل شئ شهيد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين, وصلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين.[/color][/font][/right]
[/b][/td][/tr][/table]
بقلم:د. زغلـول النجـار[/font][/b]
[/color]
[table:9586 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" bgColor=#ffffec border=0][tr][td:9586 dir=rtl bgColor=#ffffec colSpan=5][b][right][font:9586=arial (arabic)][color:9586=red](303)الحمد لله الذي وهب لي علي الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء( إبراهيم:39)[/color][/font][/right]
[/b][/td][/tr][tr][td:9586 dir=rtl bgColor=#ffffec colSpan=5]<table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=66 align=left border=0><tr><td align=middle>[color:9586=red][img(66px,83px)][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][right][font:9586=arial (arabic)][color:9586=red]هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في مطلع الربع الأخير من سورة إبراهيم, وهي سورة مكية, وآياتها ثنتان وخمسون(52) بعد البسملة, وقد سميت بهذا الاسم تكريما لنبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ ويدور المحور الرئيسي للسورة حول قضية العقيدة شأنها في ذلك شأن كل السور المكية.
وتبدأ سورة إبراهيم بالحروف الهجائية الثلاثة( الر), ثم توجه الخطاب إلي خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد ـ صلي الله عليه وسلم ـ مؤكدة ضرورة الوحي السماوي بالقرآن الكريم لهداية الخلق أجمعين بعد أن كانوا قد فقدوا الصلة تماما بربهم وأشركوا به مالم ينزل به سلطانا.
هذا, وقد سبق لنا استعراض سورة إبراهيم وما جاء فيها من ركائز العقيدة, والقصص القرآني, والإشارات العلمية, ونركز هنا علي ومضة الإعجاز التاريخي والعلمي في الآية رقم(39) من هذه السورة المباركة, والتي اتخذناها عنوانا لهذا المقال.
من أوجه الإعجاز التاريخي في الآية الكريمة:
عاش نبي الله إبراهيم في الألفية الثانية قبل الميلاد(1861 ــ1686 ق.م), وبعث خاتم الأنبياء والمرسلين في مطلع القرن السابع الميلادي(610 م), أي أنه مر بين هذين النبيين الصالحين من أنبياء الله ـ تعالي أكثر من ألفي عام(2296 سنة), ولم يكن العرب في زمن البعثة المحمدية الشريفة أمة تدوين وتوثيق وعلم, بل كانت أمة أمية في غالبيتها الساحقة, ولم يكن خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ ممن يحسنون القراءة والكتابة, بل كان نبيا أميا ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ وعلي الرغم من ذلك كله فقد أورد القرآن الكريم ذكر أبي الأنبياء إبراهيم ـ عليه السلام ـ تسعة وستين(69) مرة, في ثلاث وستين(63) آية قرآنية, وفي خمس وعشرين(25) سورة من سور القرآن الكريم.
والقصص يورد في كتاب الله ـ تعالي ـ من أجل العبرة والدرس, لا من قبيل السرد التاريخي, ولكنه يبقي من الناحية التاريخية حقا مطلقا لأنه بيان من الله الخالق الذي لا يخفي علي علمه شيء في الأرض ولا في السماء. ولذلك تعتبر هذه الإشارات التاريخية في القصص القرآني وجها من أوجه الإعجاز في كتاب الله يعرف باسم الإعجاز التاريخي.
ومن المواقف الكبري التي أوردها القرآن الكريم في سيرة أبي الأنبياء إبراهيم ـ عليه السلام ـ ما يلي:
(1) موقف التأمل في الكون في محاولة للتعرف علي الله ـ تعالي ـ من خلال إبداعه في خلقه, وذلك من قبل أن يأتيه الوحي.
(2) محاورة إبراهيم مع أبيه بعد نزول الوحي إليه.
(3) استنكار إبراهيم لعبادة قومه للأصنام.
(4) تحطيمه للأصنام وإنكاره لها استنكارا لعبادة قومه لها.
(5) حوار إبراهيم مع قومه بعد تحطيم أصنامهم.
(6) الحكم علي إبراهيم بالإحراق حيا وإنجاء الله ـ تعالي ـ له من ذلك وهو في وسط حفرة النيران.
(7) محاورة إبراهيم مع الملك الكافر وإلجامه الحجة.
(8) سؤال إبراهيم لربه ـ تعالي ـ أن يريه كيف يحيي الموتي, وتحقيق ذلك له.
(9) دعوة إبراهيم ربه أن يهبه الذرية الصالحة واستجابة الله ـ تعالي ـ له بميلاد إسماعيل.
(10) دعوة إبراهيم لمكة المكرمة التي أودع عند قواعد البيت فيها زوجه هاجر ورضيعها إسماعيل.
(11) الابتلاء الإلهي لإبراهيم برؤيا منامية رأي فيها أنه يذبح وحيده إسماعيل الذي رزقه علي الكبر, وبعد أن شب الابن وبلغ السعي مع أبيه, وتصديق إبراهيم ذلك لأن رؤي الأنبياء حق.
(12) زيارة وفد من الملائكة لنبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ وبشراه بميلاد إسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب, وإنباؤه بالقرار الإلهي بإهلاك قوم لوط.
(13) موقف زوجة إبراهيم من البشري بحملها من زوج شيخ وهي عجوز عاقر.
(14) معجزة ميلاد إسحاق من أب شيخ جاوز مائة وعشرين سنة من العمر) وأم عجوز عقيم( جاوزت التسعين).
(15) الأمر لكل من إبراهيم وإسماعيل ـ عليهما السلام برفع القواعد من البيت.
هذه المواقف التي يحوي كل منها درسا تربويا وعقديا مهما, وورودها بهذا التفصيل المعجز تربويا, وعقديا, وتاريخيا, وعلميا, مما يشهد للقرآن الكريم بأنه لا يمكن أن يكون صناعة بشرية, بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله, وحفظه بعهده الذي قطعه علي ذاته العلية, في نفس لغة وحيه( اللغة العربية) وحفظه حفظا كاملا علي مدي يزيد علي الأربعة عشر قرنا, وتعهد بهذا الحفظ تعهدا مطلقا حتي يبقي القرآن الكريم شاهدا علي الخلق أجمعين إلي ما شاء الله رب العالمين بأنه كلام الله الخالق, وشاهدا للنبي الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة.
ثانيا: من أوجه الإعجاز العلمي في الآية الكريمة:
من الواضح أن حمل امرأة عجوز عاقر عقيم جاوزت التسعين من العمر من زوج شيخ طاعن في السن جاوز المائة والعشرين سنة من العمر هو من المعجزات, والمعجزات بطبيعتها هي خوارق للسنن, وبالتالي لا تستطيع المعارف المكتسبة تفسيرها, ومن هنا كان علي المؤمنين قبول جميع المعجزات التي أجراها الله ـ تعالي ـ لأنبيائه ورسله شهادة لكل منهم بالنبوة, والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم أو في أحاديث سيد المرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ قبول التسليم انطلاقا من الإيمان بالوحي بالقرآن, وبصدق نبوة خاتم النبيين سيدنا محمد النبي العربي.
ولكن الدرس المقصود من ورود المعجزة التي تتحدث عنها الآية الكريمة التي اتخذناها عنوانا لهذا المقال هو التسليم بحقيقة أن الله ـ تعالي ـ قادر علي كل شئ, وأن قدرته لا تحدها حدود, ولا يقف أمامها عائق ولذلك قال ـ تعالي:
إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون*( يس:82)
فنبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ حرم في شبابه الذرية, حتي لا يقنط شاب حرم الذرية, ولكن إبراهيم كان مؤمنا إيمانا عميقا بأن الله ـ سبحانه وتعالي ـ الذي خلقه وخلق الكون من حوله قادر علي كل شيء, فألح علي الله بالدعاء ألا يذره فردا, وأن يمن عليه بالذرية الصالحة, فاستجاب الله القادر دعاءه ووهبه علي الكبر إسماعيل وإسحاق ولذلك جاء علي لسانه ما عبرت عنه الآية القرآنية الكريمة التي تقول:
الحمد لله الذي وهب لي علي الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء*
(إبراهيم:39).
وذلك لكي لا ييأس إنسان حرم من الذرية أن يطلبها من الله ـ تعالي ـ ويلح عليه بالدعاء لأن الدعاء هو العبادة وكان دعاء إبراهيم ـ عليه السلام:
رب هب لي من الصالحين*
(الصافات:100)
ومادامت الذرية هبة من الله ـ تعالي ـ فإن الواهب قادر علي أن يقدم هبته لمن يشاء, وقتما يشاء, وحيثما يشاء, وبالقدر الذي يشاء, دون أن يكون للقوانين المتعارف عليها أي دخل في هبة الوهاب ـ سبحانه وتعالي.
وإذا كان الله ـ تعالي ـ هو خالق كل شيء, وهو الذي بدأ خلق الإنسان من طين, وهو يخلق ما يشاء( سبحانه), ويعلم ما في الأرحام, وما تحمل كل أنثي, وما تغيض الأرحام وما تزداد, وهو ـ سبحانه وتعالي ـ الذي يصور الخلق في الأرحام كيف يشاء, ويسويها ويعدلها, وأنه ـ جلت قدرته ـ خلق كل البشر من زمن أبوينا آدم وحواء إلي اليوم, وإلي أن تقوم الساعة من نفس واحدة, وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء.
هذا الإله الخالق البارئ المصور, المبدئ, المحيي المميت( سبحانه) قادر علي إماتة الأحياء, وعلي بعثهم بعد موتهم, ولذلك فإنه لا يعجزه أن يعيد الخصوبة ـ إلي رحم قد عقم, وإلي عجوز قد طعنت في السن, وإلي شيخ هرم قد ضعفت كل قواه, ولذلك يمن ـ تعالي ـ علي عباده قائلا:
ألم نخلقكم من ماء مهين* فجعلناه في قرار مكين* إلي قدر معلوم*( المرسلات:20 ـ22).
ومن هنا جاءت قصة وهب الذرية لنبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ علي الكبر, ومن امرأته العجوز العقيم, درسا للبشرية كلها, بأن الذرية هبة من الله ـ تعالي ـ يهبها لمن يشاء من خلقه, وقتما يشاء, وبالقدر الذي يشاء, من هنا كان علي من ينعم بالذرية في شبابه أن يحمد الله ـ تعالي ـ علي نعمائه, وعلي من يحرم من الذرية في شبابه ألا ييأس من طلبها من الله ـ تعالي ـ في شيخوخته كما فعل كل من أنبياء الله إبراهيم وزكريا وأيوب( علي نبينا وعليهم وعلي أنبياء الله جميعا من الله السلام), فألحوا علي الله ـ تعالي ـ بالدعاء فوهب كلا منهم ذرية صالحة, وعلي من حرم من الذرية أن يرضي بقضاء الله وقدره وهو موقن بأن ذلك فيه الخير كل الخير, وهنا تتضح ومضة الإعجاز العلمي والعقدي والتاريخي في وهب الله ـ تعالي ـ الذرية لعبده ونبيه إبراهيم ـ عليه السلام ـ في سن طاعنة وزوجة عجوز عقيم, والله قادر علي كل شيء وهو علي كل شئ شهيد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين, وصلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين.[/color][/font][/right]
[/b][/td][/tr][/table]
eng_ali- نقيب
-
عـــدد المساهمــــــات : 219
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى