وداعا سنين عمرى

[color:4d7f=darkred][b][photo]19828761[/photo]
[b]ورحلت سنوات عمري [/b]
ولم يعد لي منها إلا طيف خيال يعتادني في وحدتي
[b]رحلت سنوات عمري [/b]
ولم يبقى لي منها إلا ذكرياتي تناديني إذا ابتعدت
وتزورني كلما ذهبت
[b]رحلت سنوات عمري [/b]
وأصبحت الملم منها بقايا ليالي
وأيام كنت فيها سعيدا
[b]رحلت سنوات عمري [/b]
بما فيها من آمال وأحلام وأمنيات وذكريات
عشت فيها صغيرا لا يعرف إلا الله و ويتخبط في أحلام الشباب
[b]رحلت سنوات عمري [/b]
كمسافر بلا زاد لا يملك في وحدته إلا الحنين والشجى
يمشي ألى الوراء قدره ولا يلحق به
[b]رحلت سنوات عمري [/b]
واقتربت من أعلى قمة الشيخوخه كأنني صاعد فوق سلم أو درج طويل
فلما تعبت استرخيت ثم نظرت إلى أسفل قدمي
فرأيت سنوات عمري تشير إلي بيدها قائلة
وداعا يا صديقي
وداعاً لا لقاء بعده
وداعا يسبق حزني ويتعدى حنين قلبي
وداعاً اشعر بألم الذكريات وأحس بمرارة المستقبل

لن تعد تحملني قدمي وأنا انظر بألم وذكرى وشجى وحنين إلى أصدقاء روحي
ورفاق دربي من أيامي التي تولت وذهبت
لقد ذهبت تلك الأيام وتولت ولم تترك في قلبي إلا طيف ذكرى
يؤنس وحدتي ويزورني في مرقدي

نظرت من أعلى السلم وهممت بالعودة إلي أيامي
وليالى فلم أستطيع ذلك
و[b]هل يرجع الميت من حياته الأبدية?[/b]
و[b]هل يعود من سبقنا إلى حياة الرفاهيه?[/b]

وهكذا أيامى وليالى سبقتني إلى حياة الرفاهيه
فلم تعد هي ولن ترجع ولم أستطيع أنا الذهاب إليها

[b]هل ترى يرجع الإنسان إلى أيامه الاولى وحلو لياليه بعد أن تمضي عنه وتذهب من أمامه ?
هل ترجع تلك الأيام الخوالي الجميلة يا لتيها ترجع ونشتري رجوعها بما نملك من الدينا ?[/b]
لكن
هيهات ذلك وأنى يكون هذا

زاد شوقي وحنيني إلى أيامي الخالية
وتلك الليالي التي رحلت وخاف قلبي من المستقبل
فكما ودعتني أيامي الماضية رأيت أيام المستقبل تشير الى
وكأن قطار الحياة عاد كي يحملني إلى هناك
حيث المستقبل المخيف ينتظرني

[b]وداعا [/b]
يا عمري ويا سنين حياتي
[b]وداعا [/b]
أيامي الخوالي
و[b]وداعاً[/b]
سنين عمري الماضية
[b]وداعا [/b]
يا سنين عمري
يا ليت الزمان يرجع والأيام تعود حتى احتضن أجمل ساعات عمري
[b]وداعا [/b]
يا سنين عمري
يا ليت تلك اليالى تعود حتى ارجع إلى شبابى
[b]وداعا [/b]
يا سنين عمري فلن أعود إليكى بعد الآن

[b]هل يا ترى لو عدت سوف أجد أحبابي وأصدقائي ؟
أم أن الزمن صار بهم ورحل إلى دنيا غيردنياي وحياة غير حياتي ?
هل يا ترى لو عدت سوف أرى الجمال الذي أصبح ذكريات أعيش عليها ?
هل يا ترى لو عدت سوف احظى برؤية كل غالي عاش معي ثم رحل وتركني إلى حيث لا أره ولا أحس به ?
هل يا ترى لو رجعت إلى دياري القديمة سوف تعرفني؟
أم هي كذلك انكرتني ?
هل يا ترى لو رجعت إلى موطن الشباب سوف يذكرني كما اذكره أنا الم يبتعد عني ?
هل يا ترى سوف أرى صورة أحبابي ؟
هل يا ترى سوف اشعر بقرب أصدقائي ?
هل يا ترى سوف أرى صدى تلك الذكريات بين جدران بيتي القديم أو عند تلك الشجرة العريقة ?
هل يا ترى أجد اللعبة التي خبأتتها من أيام الطفولة ومضى عليها الآن أكثر من ربع عقد من الزمان ?
هل يا ترى أجد ذاك الطفل الذي لا يعرف من الحياة إلا لعبته ولهوه ومن الدنيا إلا أجمل ما فيها من تلال خضراء وسماء
زرقاء تحكي جمال الحياة وتعكس رونقها على أهل الدنيا وتبين قدرة الخالق العظيم جل جلاله ?
هل يا ترى أجد الطفل الذي عاش متنقلاًورحالا قد جعل له في كل مكان ذكرى وفي كل بلد أجمل أيامه ?
هل يا ترى يعود الطفل الذي لم يحمل هم الدنيا في قلبه ولم يعرف بعد الم الذكرى بين جوانحه؟
أم يجتاحه الحزن؟ هل سيضحك أم يبكي ؟[/b]
خبروني بالله عليكم
[b]هل يود أحدكم أن يرجع إلى قديم أيامه؟[/b]
و[b]هل يحب أحدكم أن يعيش في شبابه للابد ؟[/b]
ثم لو رجع
[b] هل سيذكر من كان معه أم تعتصره الآم الذكريات بعد رحيله عنهم ورحيلهم عنه ؟[/b]
[b] كم من عزيز فقدناه ؟ [/b]
و[b]كم من حبيب فارقناه؟ [/b]
و[b]كم من جميل تركناه ؟ [/b]
و[b]كم من حلماً عشناه فأصبح على غير الحقيقة ؟[/b]
و[b]كم من أيام عشنا فيها أجمل الدقائق وأروع الساعات ؟[/b]
و[b]كم من محب فارق حبيبه وعاشق فارق معشوقته ؟[/b]

لقد سكت قلمي ولم اعد اذكر إلا صمتى يتردد بين جوانبي وجوارحى
أنها يقظة طاحت بأحلامى وأتى الليل عليها والليل صديق
وإذا النورظهروإذا الفجر وضح كالحريق
وإذا الدنيا كما نعرفها وإذا الأحباب كل في طريق
أيها الساهر تغفوتذكر العهد وتصحوا
وإذا ما التأم جرح جد في التذكار جرح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحبابي الكرام
نظرت إلى التقويم بجانب مكتبي وإذا به قد أشار بآخر ورقة فيه من عامنا الحالى
فأمسكت بقلمي ونظرت إلى البعيد أناجيه سبحان الله قد تسارعت أيام هذا العام
وكأن الغيب ينادينى وهو يريد اللحاق بى
وتولت ليالي عامنا الماضي كلمح البصر أو هو اقرب
قضاء الله وقدره حق نافذ فأخرجت بعد ذلك ما جاد به قلمي ماذكر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حقوق الطبع والنشر محفوظه © 2008
محاسب محمد حامد
[/b][/color]