الاعجاز العلمى فى سورة المسد

تبت يدا أبي لهب وتبٌ

محمد الوادي

هكذا نزلت الاية الكريمة بكفار قريش ومنهم اقرباء الرسول الكريم "ص" الذين استخدموا النار والحجر والضرب برسول الله حتى سالت دمائه الزكية الطاهرة وصحبه من الاطهار على الارض وسبحانه الخالق لم يرسل كتابه الكريم ليقتصر على زمانه فحسب ولم يشر الى شخص ابي لهب في جوهر الاية الكريمة فحسب، بل ان الخالق جل جلاله اذ يشير الى ذلك فانه يثبت رمز صورة الكفر والالحاد والزندقة من اول يوم في صدر الاسلام وحتى يوم المحشر والقيامة والحساب انها الرسالة الابدية لامحال هكذا تكون، لذلك ولان النبي الكريم وهو الذي يقول " أدبني ربي فاحسن تاديبي " سار على نهج القران ونهج الخالق جل جلاله ، قال للكفار والمسئين وهم يرتجفون ويهتزون خوفآ يوم فتح مكة " أذهبوا فانتم الطلقاء " ولم يكن ذلك صدفة او عبث " حاشاه " بل هو وحي يوحى له من ربه لتكتمل حلقات الحكمة الالهية التي لاتنقطع ابدآ في كل زمان ومكان، وكانوا هولاء الطلقاء واولادهم واحفادهم ومن سار على خطاهم هم الد اعداء الدين واهل ال البيت الكرام "ع" أجمعين، فكان معاوية وبن العاص وبن ارطئة ويزيد وعبد الله بن زياد وغيرهم من حثالات التاريخ الاسود الذين سلموا الامانة الى احفادهم بالدرب الاعوج.

وهؤلاء بدورهم تلقفوها بكل لهفة واندفاع مثل ما اراد واوصى ابا سفيان ، انها " حركة التاريخ " لاتتغير قواعدها او رموزها.

ليدور الزمان ونرى احفاد تلك الحثالة " وساخة " زماننا هذا تتجاسر وتجرؤ على المراقد الطاهرة الشريفة لاهل ال البيت الكرام الاطهار "ع" من النجف الاشرف وحتى كربلاء المقدسة والكاظمية المطهرة بل حتى احفاد آل البيت لم يسلموا من اعمالهم الكافرة والدنيئة، ولتصل ذروة " نجاستهم " بتلغيم وتفجير مرقد الامامين الهادي والعسكري عليهم السلام. والاشكالية في هذه التصرفات المشينة والاجرامية القذرة ان اصحابها الاوباش لايستفادون من دروس التاريخ البعيد او حتى القريب منه، فالسوال الذي يكرر نفسه اين " القذارات " التي حاربت اهل البيت من الف واربعمائة عام وحتى يومنا هذا اين قبورهم النتنه ؟ اين حفورهم الوسخة ؟ من ال ابو سفيان ومرورآ بالحجاج وحتى صدامهم ابن العوجة !!وحتى لو اضيف لهم طارق الهاشمي او ظافر "خاسر" العاني او العليان او عدنان الدليمي وعصام الراوي وهارون محمد او مثنى بن حارث، وهذا " التحفة " الاخير عنده تصريح والتفاته غاية في الوقاحة والاجرام عندما صرح لبعض القنوات العربية بعد التفجير المشين مباشرة " أن هذا التفجير مدبر من الحكومة والجهات الشيعية والدليل هذه الجماهير التي خرجت بهذه السرعة في مظاهرات كبيرة وحاشدة اكيد تم تبليغهم قبل ليلة من التفجير !!" يعني ملايين الشيعة في العراق اتفقوا على خطة تفجير مراقد ائمتهم في سامراء !! هذه الافكار والتصريحات لاتشبهها الا " مناجيق " يزيد التي ضربت الكعبة المقدسة وليس غريب في الامر فهذا من ذاك.الا لعنة الله على الكافرين الزنادقة في كل زمان ومكان ومنهم هذا الحرامي النتن مشعان الجبوري الذي سمحت له القناة الكردية الفضائية ان يعبر عن حقده الحقير على أهل العراق الشيعة وعلى شخص رئيس الوزراء وبشكل علني دون ان يقاطعه المذيع مع تساؤل مشروع ما مصلحة بعض الشخصيات الكردية بحماية الحرامية مثل مشعان وغيره حيث انه يسكن في اربيل حاليآ !!. اما موقف الاعلام العربي وهو يحاول النيل من الشيعة وقلب الصورة تماما بحيث يصبح المظلوم ظالمآ والمذبوح ذباحآ وخاصة بؤرة الشر الفاسدة " جزيرة قطر " قطر المسفر والنعيمي والقرضاوي وساجدة بنت حرامي بغداد، فهؤلاء لعبوا بدماء العراقيين من خلال بث اخبار التحريض وتضخيم بعض الارقام بما يجعل اخيار العراق الشيعة في مواجهة مع اخوانهم من الخيرين من سنة العراق او حتى من العرب، ارادوها حرب اهلية تحرق كل العراق وأهله الكرام لكن ارادة الله جل جلاله وكل الخيرين من ابناء العراق وفي مقدمتهم السيد السيستاني و السيد الحكيم والسيد الصدر وكل المراجع الدينية والسياسية الكرام كانت السد المنيع امام هذه الاحلام المريضة التي سعى لها البعض لتحقيق مكاسب سياسية من خلال فاتورة دماء ابناء الشعب العراقي. وهذه الافكار والبصمات ليس بغريبة على مثل هولاء الاوباش فابالامس القريب رفعت على دبابات الحرس الجمهوري " لا شيعة بعد اليوم " ! وانتهكت حرمات المراقد المقدسة واليوم نفس الوجوه الكالحة البائسة المجرمة تعيد الكره مرة اخرى لكن بادوات اخرى لانهم لم يعد يملكون الدبابة والسمتية والفرق والفيالق العسكرية والحرس الخاص، فجاؤا هذه المرة " بالبهائم البشرية " التي لايملكون غيرها من فكر او عقيدة بل صراخ فارغ اجوف وحقد اعمى حقير هذا كل رصيدهم. والمشكلة الحقيقية في هذا الموضوع انهم في غفلة من الزمن وتحت ضغط الظروف الصعبة وبعض التناقضات التي يمر بها البلد واستغلالهم لكل هذه الامور وغيرها الكثير سرقوا الاصوات والمقاعد التمثيلية لسنة العراق الخيرين الذين لايمكن باي حال من الاحوال ان يقبلوا بهذه الجرائم الشنيعة بحق اخوانهم او بحق مراقد الائمة الاطهار، لذلك ترى الخيرين من اهل سامراء اول من خرج في مظاهرة عفوية غاضبة تدين وتلعن من فعل هذه الفعلة الارهابية القذرة وهم يهتفون " بالروح بالدم نفديك يا امام ". وهنا يجب على العراقيين الحرص الكبير بعدم اعطاء الفرصة لهذه " فوهات القذارة " التي استوطنت بعض القنوات الفضائية وهي تصرخ وتحرض على الحرب الاهلية وعلى استباحة دماء الابرياء وقلب الحقائق ! وتضخيم الكذب بشكل يخجل منه اي شخص يملك ولو الحد الادنى من الخلق والشرف والغيرة والحياء والخوف من الله، " ولكنك اسمعت لو ناديت حيآ " لقد اصبحت حسب العقيدة الفاسدة لهولاء الاوباش مئات المساجد السنية مهدمة والاخرى محروقة " عن بكرة أبيها " كما صرح بذلك هذا الكبيسي مساعد الضاري في هيئة علماء السنة !! واضاف ان عشرات ائمة ومصلي جوامع السنة قد قتلوا وان حتى " القران الكريم قد تم حرقه " !! ولم نعرف ولم نسمع حتى هذه اللحظة اسماء الذين تم قتلهم من ائمة الجوامع او حتى عشرة وليس المئات من المساجد التي تم هدمها او حرقها عن بكرة أبيها !! ان التجاوز على المساجد لايمكن القبول به ومدان لان هذه بيوت الله لايمكن التطاول عليها تحت اي مبرر خاصة وان المرجعية في النجف الاشرف كانت واضحة في حرمتها لهذه الافعال. لكن الادانة الكبيرة يجب ان تكون موجهة الى اولئك الذين يصبون الزيت على النار في مثل هذه الظروف الصعبة والحرجة من تاريخ العراق. ولم ينام الليل عمرو موسى الا واصدر بيان رسمي باسم الجامعة العربية " العجوزة " يستنكر الاعتداء على حارث الضاري !! ولم يسمع اي شخص لحد الان من اين جاء بهذا الخبر رمز الديكتاتورية والطائفية العربية امين عام مايسمى الجامعة العربية.

اليوم العراقيين مطالبين بوحدة الصف وعدم الانصات الى هذه الاصوات النشاز الحاقدة، لانه ليس للعراقي غير اخوه العراقي.

و انتهاك الحرمات والدماء لاتتحمل المجاملة او المداهنة وهولاء المجرمين الاوباش بالتاكيد لايعيشون في النج! ف الاشرف او في الجنوب والفرات الاوسط انهم في مدن معروفة، لذلك من يريد ان يثبت وطنيته وانسانيته بالفعل وليس بالكلام ان يفعل مابدات الرمادي والفلوجة بعمله من خلال محاربة وتسليم الارهابيين العرب وغيرهم المتواجدين في مناطقهم، والا لااحد يعرف مدى حجم الكارثة التي تنتظر العراق والعراقيين اذا تكررت جريمة اخرى من هذا النوع الدنيء.

حجم الجرح جدآ كبير وعميق، لكن الصبر والحكمة والعقل والحلم الكبير هو صفات أئمتنا المعصومين وهم اولى ان نسير على دربهم العظيم، وهذه الاجساد والمراقد الطاهرة لايمثلها الحجر الفريد والذهب بل هي التي تعطي بركاتها ورونقها لهذه المعادن.

واني بقول شاعرنا الكريم وهو يخاطب معاوية في قبره :

أين القصور أبا يزيد وزهوها والصافنات ولهوها والسؤددُ

كتل من تراب بخربة ً سكر الذباب بها فراح يعربدُ

قم وارمق النجف الشريف بنظرة يرتد طرفك وهو باكي ارمدُ

تلك العظام أجل الله شئنها ولولا خوف الله تعبدُ.